تفسير قوله تعالى ) سيماهم في وجوههم من أثر السجود )
🌿 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين .
بيان بعض من أقوال أهل العلم في معنى قول الله عز وجل ((سيماهم في وجوههم من أثر السجود )) وأنه ليس المقصود منها الأثر الذي يظهر على جبهة المصلي من كثرة سجوده وإنما هو معنى أعظم وأجل .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره
سيماهم في وجوههم من أثر السجود "
💫أي : قد أثرت العبادة ـ من كثرتها وحسنها ـ في وجوههم ، حتى استنارت . لما استنارت بالصلاة بواطنهم ، استنارت بالجلال ، ظواهرهم .
وقال الشيخ بن عثيمين رحمه الله عندما سئل عن الاية وهل هي العلامة التي تظهر في الجبين .
💫قال رحمه الله . لا .
سيماهم في وجوههم من أثر السجود يعني علامة كثرة الصلاة في الوجه وذلك باستنارة الوجه وكأن الصلاة كما وصفها النبي عليه الصلاة والسلام
(( الصلاة نور )) يستنير بها القلب . وإذا استنار القلب استنار الوجه ولهذا أكمل الناس نورا في الوجه هو النبي عليه الصلاة والسلام حتى انه إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر عليه الصلاة والسلام
وهذا أمر مشاهد أن القلب إذا استنار استنار الوجه وإذا أقتم القلب انقبض الوجه ففي سيماهم في وجوههم يعني النور الذي صار في قلوبهم خرجت علاماته على وجوههم
💫 أما العلامة التي على الجبهة فهذه ليست هي العلامة لأنه قد تكون الجبهة رقيقة الجلد وإذا سجد عليها مرتين تأثرت وقد تكون غليظة الجلد لو يسجد مئة مرة ما تأثرت .
فالحاصل أن السيمة التي في الساجد إنما هي نور الوجه .)
فتاوى الحرم المكي .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية وقوله جل جلاله: { سيماهم في وجوههم من أثر السجود }
💫 قال ابن عباس : يعني السمت الحسن، وقال مجاهد : يعني الخشوع والتواضع ، وقال السدي: الصلاة تحسّن وجوههم.
" ما أسّر أحد سريرة إلا أبداها اللّه تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه "والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه ، فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع اللّه تعالى ، أصلح اللّه عزَّ وجلَّ ظاهره للناس، كما روي عن عمر رضي اللّه عنه أنه قال: " من أصلح سريرته أصلح اللّه تعالى علانيته" منقول